هنشوف هنا فى المقاله مقدمه روعه جدا للخطه
مقدمة من أروع مقدمات الخُطَب
الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم
قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين
يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو
على كل شيء قدير، إلهٌ عزَّ مَن اعتز به فلا يضام، وذلَّ مَن تكبر عن
أمره ولقي الآثام.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه،
وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، الذي جُمع فيه الأنبياء تحت لوائه.
آياتُ أحمدَ لا تحدُّ لواصف
ولوَ انَّه أُمليْ وعاش دهورَا
بشراكمُ يا أمة المختار في
يوم القيامة جنة وحريرَا
فُضِّلتمُ حقًّا بأشرف مرسَل
خير البرية باديًا وحضورَا
صلى عليه الله ربي دائمًا
ما دامت الدنيا وزاد كثيرَا
وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه، وتمسَّك بسنته، واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم
الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين.
ثم أما بعد:
فهذه مجموعة من مقدمات الخطب، جمعتها من بطون المواقع والكتب، وقمت بتنسيقها؛ ليستفيد منها كل
داعية إلى الله، يريد أن ينوع بين مقدمات خطبه؛ ليجذب القلوب إليه، سائلين الله تعالى
أن يحظى بالقبول، ونسأله سبحانه أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم.
كتبه ونسقه:
أحمد أحمد سلطان
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية.
مقدمه رقم (1)
الحمد لله رب الأرض ورب السماء، خلق آدم وعلمه الأسماء..
وأسجد له ملائكته، وأسكنه الجنة دار البقاء…
وحذره من الشيطان ألد الأعداء، ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء، فأهبطه إلى دار
الابتلاء…
وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء، وتجلت رحمته بهم فتوالت الرسل والأنبياء…
وما منهم أحد إلا جاء معه بفرقان وضياء، ثم ختمت الرسالات بالشريعة الغراء…
ونزل القرآن لما في الصدور شفاء، فأضاءت به قلوب العارفين والأتقياء…
وترطبت بآياته ألسنة الذاكرين والأولياء، ونهل من فيض نوره العلماء والحكماء…
نحمده تبارك وتعالى على النعماء والسراء، ونستعينه على البأساء والضراء…
ونعوذ بنور وجهه الكريم من جَهد البلاء، ودرك الشقاء، وعضال الداء، وشماتة الأعداء…
ونسأله عيش السعداء، وموت الشهداء، والفوز في القضاء، وأن يسلك بنا طريق الأولياء الأصفياء…
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء…
خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء…
خلق الخلق فمنهم السعداء ومنهم الأشقياء…
محيط بخلقه فليس لهارب منه نجاء…
قادر مقتدر فكل الممكنات في قدرته سواء…
سميع بصير يرى النملة السوداء في الليلة الظلماء…
ويسمع دبيبها على الصخرة الصماء…
أجرى الأمور بحكمته وقسم الأرزاق وفق مشيئته بغير عناء…
لا يشغله شأن عن شأن، فكل شيء خُلق بقدَر، وكل أمر جرى بقضاء…
وأشهد أن سيدنا محمدًا خاتم الرسل والأنبياء…
وإمام المجاهدين والأتقياء…
والشهيد يوم القيامة على الشهداء…
المعصوم صلى الله عليه وسلم فما أخطأ قطُّ وما أساء…
دعا أصحابه إلى الهدى فلبَّوُا النداء…
فإذا ذاته رحمة لهم ونور، وإذا سلوكه إشراق وضياء…
هو القدوة النيرة في الصبر على البلاء، والعمل لدار البقاء…
وهو الأسوة المشرقة في الزهد في دار الفَناء…
فكم مرت شهور ولا طعام له ولأهل بيته إلا التمر والماء…
اشتهر من قبل البعثة بالصدق، فلم يعرف عنه كذب ولا نفاق ولا رياء…
لم يؤثر عنه غدر، بل إخلاص وأمانة ووفاء…
صلى الله عليه قديمًا، وكذا الملائكة في السماء…
وصلى هو في المسجد الأقصى بالرسل والأنبياء…
سبح الحصى في كفه بخير الأسماء…
وحين ظمئ أصحابه نبع من بين أصابعه الماء..
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء…
وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء…
ما تعاقب الصبح والمساء، وما دام في الكون ظلمة وضياء…
• • •
المقدمة رقم (2)
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب…
أظهر الحق بالحق وأخزى الأحزاب…
وأتمَّ نوره، وجعل كيد الكافرين في تباب…
أرسل الرياح بشرًى بين يدي رحمته وأجرى بفضله السحاب…
وأنزل من السماء ماء، فمنه شجر، ومنه شراب…
جعل الليل والنهار خلفة فتذكر أولو الألباب…
نحمَده تبارك وتعالى على المسببات والأسباب…
ونعوذ بنور وجهه الكريم من المؤاخذة والعتاب…
ونسأله السلامة من العذاب وسوء الحساب…
وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الوهاب…
الملك فوق كل الملوك ورب الأرباب…
الحكم العدل يوم يُكشف عن ساق وتوضع الأنساب…
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب…
خلق الناس من آدم وخلق آدم من تراب…
خلق الموت والحياة ليبلونا وإليه المآب…
فمن عمل صالحًا فلنفسه، والله عنده حسن الثواب…
ومن أساء فعليها، وما متاع الدنيا إلا سراب…
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المستغفِر التواب…
المعصوم صلى الله عليه وسلم في الشيبة والشباب…
خُلُقه الكتاب، ورأيه الصواب، وقوله فصل الخطاب…
قدوة الأمم، وقمة الهِمَم، ودرة المقربين والأحباب…
عُرضت عليه الدنيا بكنوزها، فكان بلاغه منها كزاد الركاب…
ركب البعير، ونام على الحصير، وخصف نعله ورتق الثياب…
أضاء الدنيا بسنته، وأنقذ الأمة بشفاعته، وملأ للمؤمنين براحته من حوضه الأكواب…
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى الآل والأصحاب…
ما هبت الرياح بالبشرى وجرى بالخير السحاب…
وكلما نبت من الأرض زرع، أو أينع ثمر وطاب…
• • •
المقدمة رقم (3)
الحمد لله رب المشارق والمغارب، خلق الإنسان من طين لازب…
ثم جعله نطفة بين الصلب والترائب…خلق منه زوجه وجعل منهما الأبناء والأقارب…
تلطف به، فنوع له المطاعم والمشارب…
وحمله في البَرِّ على الدواب، وفي البحر على القوارب…
نحمَده تبارك وتعالى حمد الطامع في المزيد والطالب…
ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر العواقب…
وندعوه دعاء المستغفر الوجل التائب، أن يحفظنا من كل شر حاضر أو غائب…
وأشهد أن لا إله إلا الله القوي الغالب…
شهادة متيقن بأن الوحدانية لله أمر لازم لازب…
أرأيت الأرض في دورانها كيف تمسكت بكل ثابت وسائب؟!
أرأيت الشموس في أفلاكها كيف تعلقت بنجم ثاقب؟!
أرأيت الرياح كيف سخِّرت فمنها الكريم ومنها المعاقِب؟!
أرأيت الأرزاق كيف دبرت وهل في الطيور زارع أو كاسب؟!
أرأيت الأنعام كيف ذُلِّلت وجادت بألبانها لكل حالب؟!
أرأيت النحل كيف رشف رحيق الزهور فأخرج الشفاء مشارب؟!
أرأيت النمل كيف خزن طعامه وهل للنمل كاتب أو حاسب؟!
أرأيت الفرخ كيف نقر بيضه وخرج في الوقت المناسب؟!
أرأيت العنكبوت كيف نسجت وفي الخيوط مصائد ومصائب؟!
أرأيت الوليد كيف التقم ثدي الأم دون علم سابق أو تجارِب؟!
أرأيت الإنسان إذا ضحك؟! أرأيت كيف تثاءب؟!
أرأيت نفسك نائمًا وقد ذهبت بك الأحلام مذاهب؟!
إذا رأيت ذلك كله فاخشع فلا نجاة لهارب…
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُ الله ورسول الملك الواهب…
ما من عاقل إلا علم أن الإيمان به حق وواجب…
سل العدول، وسل هل عابه في الحقِّ عائب؟
سل الشهداء عنه هل كانت له في الدنيا مآرب؟!
سل صناديد قريش في قليب بدر عن الصادق ومن الكاذب…
سَلِ السيوف، سل الرماح: هل حملها مثله محارب…
سل سراقة عن قوائم بعيره كيف ساخت في الصخر حتى المناكب…
سل أم معبد كيف سقاها اللبن والشاة مجهدة وعازب…
سل الشمس، سل القمر عن نوره وضيائه إذ الكل غارب…
سل النجوم متى صلت وسلمت عليه في المسارب…
سل المسجد الأقصى عن قرآنه والرسل تسمع والملائكة مواكب…
سل الزمان متى توقف وسل المكان كيف تقارب…
سل السموات السبع هل وطئها قبله راجل أو راكب…
سل أبوابها كيف تفتحت ومن استقبله على كل جانب…
سل الملائكة أين اصطفَّت لتحيتِه كما تصطف الكتائب…
سل الروح الأمين لماذا توقف عند الحجاب ومن الحاجب…
سل العشاق عن حبهم والناس فيما يعشقون مذاهب…
سل سدرة المنتهى عن كأس المحبة مَن الساقي ومن الشارب…
يا رب، صلِّ على الحبيب المصطفى أهل الفضائل والمواهب…
وعلى الصحب والآل ومن تبع عددَ ما في الكون من عجائب وغرائب…
• • •
المقدمة رقم (4)
الحمد لله رب العالمين.. لا يسأم من كثرة السؤال والطلب…
سبحانه إذا سئل أعطى وأجاب.. وإذا لم يُسأَل غضب…
يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب.. ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ورغب…
من رضي بالقليل أعطاه الكثير.. ومن سخط فالحرمان قد وجب…
رزق الأمان لمن لقضائه استكان.. ومن لم يستكن انزعج واضطرب…
من ركن إلى غيره ذلَّ وهان.. ومن اعتز به ظهر وغلب…
من تبع هواه فَرَأْي شيطان ارتآه.. ومن تبع هدى الله فإلى الحق وثب…
نحمَده تبارك وتعالى على كل ما منح أو سلب، ونعوذ بنور وجهه الكريم من العناء
والنصَب…
ونسأله الخلود في دار السلام حيث لا لغو ولا صخب…
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وإليه المنقلب…
هو المالك.. وهو الملك.. يحكم ما يريد فلا تعقيب ولا عجب…
قبض قبضتين.. فقبضة الجنة لرحمته.. وقبضة النار للغضب…
احتجب عن الخلق بنوره.. وخفي عليهم بشدة ظهوره.. أفلح من التزم الأدب…
نخاف الله ونخشاه.. ونرجوه ونطلب رضاه.. والعفو منه مرتقب…
نحب الصلاح ونتمناه.. ونكره الفساد ونتحاشاه.. فهل ذاك يكفي لبلوغ الأرب…
تساؤل في نفوسنا تساءلناه.. وبأمل في قلوبنا رجوناه.. تبارك الذي إذا شاء وهب…
وأشهد أن خاتم المرسلين هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب…
نطق بأفصح الكلام.. وجاء بأعدل الأحكام.. وما قرأ ولا كتب…
آية الآيات.. ومعجزة المعجزات.. لمن سلم عقله من العطب…
تأمل في حياته وانظر.. وتمعن بقلبك وتدبر.. وهاك بعض النسب…
الأب يموت ولا يراه.. والأم تسلمه لغريبة ترعاه.. فلا حنان ولا لعب…
عم كفله ورباه.. وعم هو أسد الله.. وعم يَصلى نارًا ذات لهب…
تمنى الإسلام لمن رعاه.. وأراد الهدى لمن عاداه.. فما أجيب لما تمنى وطلب…
زوجة حنون تكبره بأعوام.. يعيش معها في وئام وسلام.. وفجأة تغير الحال وانقلب…
رسالة لم تتحملها الجبال، وعشيرة يرى منها الأهوال.. وتتركه الوليفة إلى بيت في الجنة من
قصب…
جاءه منها البنات والبنون.. فاختطفتهم منه يد المنون.. فلا وريث ولا شقيق ولا عصب…
هموم وآلام.. ونفاق من اللئام.. وليل لا ينام.. ونهار للجهاد قد اصطحب…
لم ينعم بلذيذ الحياة.. ولم ينل فيها ما تمناه.. والموت منه قد اقترب…
وُوري في التراب وجهه الأنور، وغُطِّي بالأكفان جبينه الأزهر، بعد شديد مرض وتعب…
لم يورث منه مال.. بل علم تناقلته الأجيال.. ونور في الآفاق قد ضرب…
أضاء للمؤمنين طريقهم.. أحبهم وحبَّب إليهم ربهم.. فتنوع العطاء والحب السبب…
إمام الغر المحجلين.. وخاتم الأنبياء والمرسلين.. وجهك بدر وصوتك طرب…
سيد كل قبيلة وفريق.. بالمؤمنين رحيم وشفيق….
سيدي وحبيبي.. قدوتي وشفيعي.. الشوق مشتعل والدمع للخدِّ خضب..
فهل تنعم برؤية وجهك عيناي؟ وتهنأ بلثم قدميك شفتاي؟ فالعمر ولى والزمان قد اغترب…
فيا رب يا أكرم مسؤول.. ويا خير مُرتجى ومأمول.. صلِّ على سيد الأعاجم والعرب…
على الصحب ومن تبع وكل من إليه انتسب…
ما لاح في الأفق نجم أو غرب…
أو ظهر في السماء هلال أو احتجب…
وكلما انحنى لك في الصلاة ظهر أو انتصب…
مقدمات خطب مؤثرة مكتوبة
- خطب مؤثرة ومبكيةpdf
- صور مقدمة خطبه
- كتابه خطبه