معنى الحلم والاناة , من المعانى الروعه الجميله

اكيد ان جميع حاجة بيصبح ليها معني تعالو نتعرف علي معني الحلم

عني الحلــم:


الحلم بالكسر: و هى الأناه و العقل، و نقيضه… السفه، و الأناة: هى ترك العجلة.

قال الراغب: الحلم ضبط النفس و الطبع عن هيجان الغضب و جمعة احلا

 

 

الخطبه الأولى:

إن الحمد لله, نحمدة و نستعينة و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا, من يهدة الله فلا مضل له, و من يضلل فلا هادى له, و أشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له, و أشهد ان محمدا عبدة و رسوله, يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن الا و أنتم مسلمون (102) سوره ال عمران. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس و احدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون فيه و الأرحام ان الله كان عليكم رقيبا (1) سوره النساء. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا* يصلح لكم اعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما (7-71) سوره الأحزاب.

 

عباد الله:

نقف فيومنا ذلك مع خلق كريم من الأخلاق الإسلامية, خلق اتصف بة الأنبياء و المرسلون, خلق طالما افتقدناة فعصرنا الحاضر بين المسلمين و لم يتصف بة الا من رحم الله من المؤمنين, ذلكم الخلق الذي اثني بة النبى –

 

صلي الله علية و سلم- علي احد اصحابة امام اخوانة من الصحابة؛ ليعلمهم –علية الصلاه و السلام- اخلاق الدين الحنيف, ليتمسكوا بها, و ليبين ان المسلم بحاجه الي هذة الأخلاق الحميدة, فما ذلكم الخلق ايها المسلمون؟ انه الحلم و الأناة, فما معني الحلم و الأناة، و كيف يتصف المسلم بهذة الصفه الرفيعة؟!

 

الحلم -أيها الناس- هو: “ضبط النفس و الطبع عن هيجان الغضب, و الحلم حاله متوسط بين رذيلتين هما الغضب و البلادة, و نجد من الآيات التي و صفت الله بالحلم ربما قرن بها ذكر الحلم بالعلم كقولة تعالى: و إن الله لعليم حليم (59) سوره الحـج. و ذلك يفيد ان كمال الحلم يصبح مع كمال العلم”1.

 

والأناه فلغه العرب: “لها عدد من المعانى منها الحلم و العقل و الرزانه و الوقار, و اصطلاحا: هى الرويه و التفكير قبل الحكم، لتضاد بذلك معني العجله فالإقدام علي قرار او حكم قبل التبصر و التثبت, و تتفاوت درجات الناس فاستجابتهم للمثيرات حولهم، فمنهم من يستثار لأتفة الأسباب فيطيش و يخطئ علي عجل، و منهم من تستثيره

 

الشدائد فيتعامل معها بعقل و حكمه و أناة، فيخرج من شدتها مأجورا مشكورا. و مع ذلك التفاوت فهنالك علاقه و ثيقه بين ثقه الفرد فنفسة و بين اناتة مع الآخرين، و تجاوزة عن خطئهم، فكلما سما دينة و خلقة اتسع صدره، و وسع غيرة بعلمه، و عذر من اخطأ، و تسامح مع من سفة عليه.

وقد كانت الأناه و الحلم- صفه لازمه للأنبياء، ما رسوها مع الناس، و نبهوا علي اهميتها فحياة الإنسان، لذلك كان رد الأنبياء علي اقوامهم المكذبين و المتهمين لهم معلما للبشرية، فنبى الله هود -علية السلام- يقول لمن قالوا: انا

 

لنراك في سفاهة و إنا لنظنك من الكاذبين* قال يا قوم ليس بى سفاهة و لكنى رسول من رب العالمين* ابلغكم رسالات ربى و أنا لكم ناصح امين (66-68) سوره الأعراف. و ما موقف الرسول -صلي الله علية و سلم- مع الأعرابى الذي قال له: يا رسول الله اعدل, فرد الرسول الكريم عليه: فقال: (ويلك, و من يعدل اذا لم اعدل؟)2. ما ذلك الرد الهادئ الا شاهد علي اناتة علية الصلاه و السلام”3.

وصفه الأناه صفه ممدوحه الا ان تكون تأخرا عن و اجب شرعي, او و قوعا فمحظور شرعي, و كما ان للنبى امثله تدل علي اناتة و حلمه, فقد ثبت ما يدل علي ان هنالك مواطن لا ينبغى الحلم فيها؛ و هذا عندما تنتهك حرمات الله,

 

فقد غضب رسول الله –صلي الله علية و سلم- للة لما اتاة اسامه يستشفعة فشأن المخزوميه التي سرقت, فقال: (أتشفع في حد من حدود الله!) بعدها قام فخطب, قال: (يا ايها الناس انما ضل من قبلكم انهم كانوا اذا سرق

 

الشريف تركوه, و إذا سرق الضعيف فيهم اقاموا عليه الحد, و ايم الله, لو ان فاطمة فتاة محمد -صلي الله عليه و سلم- سرقت لقطع محمد يدها)4. و قال للذى تأخر عن الصلاه يوم الجمعه و جاء يتخطي رقاب الناس و النبى -صلي الله علية و سلم- يخطب: (اجلس فقد اذيت و آنيت)5.

فالحلم و الأناه صفتان محمودتان عند الله تعالي و هما الأصل فالتعامل, لكن لا يصبح هذا علي حساب الأحكام و الحدود الشرعيه التي امر فيها الله -سبحانة و تعالى- او رسولة علية الصلاه و السلام.

 

ومما يدل علي امتداح الشريعه الإسلاميه لهذا الخلق النبيل: ان النبى –صلي الله علية و سلم- مدح الحلم و عظم امرة فقال النبى -صلي الله علية و سلم-لأشج عبدالقيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم و الأناة)6.

عباد الله:

 

“إذا كان الحلم من الخصال التي يحبها الله فهل استشعرنا ذلك المعني حال هجوم سوره الغضب علينا؟ هل نستشعر ان هذة الخله من محبوبات الله –عز و جل- فيحملنا هذا الشعور علي الصبر الرائع و الحلم العظيم و نحن نقول بلسان الحال و المقال: سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير (285) سوره البقرة. و صف شريف و رداء نظيف

 

يلبسة الله لمن يشاء من اوليائة الذين لا يرتدونة الا احتسابا, و لا يرتدونة رياء و سمعه و خيلاء، فهذا نبى الله و خليلة ابراهيم -علية السلام- استحق و صف الحليم: ان ابراهيم لحليم اواه منيب (75) سوره هود.

 

ولقد بعث الله له من ذريتة غلاما حليما و نبيا كريما هو اسماعيل -علية السلام-: فبشرناه بغلام حليم (101) سوره الصافات. و نبينا محمد -صلي الله علية و سلم- سيد الحنفاء و الحلماء؛ قال عنة ربه: و إنك لعلي خلق عظيم (4) سورة

 

القلم. و ربما قال الله -عز و جل- موصيا نبية -علية الصلاه و السلام- و مربيا الأمه علي ذلك الخلق: خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين (199) سوره الأعراف. و يقول سبحانة مثنيا علي اصحاب ذلك الخلق النبيل: و سارعوا الي مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات و الأرض اعدت للمتقين* الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين (133-134) سوره ال عمران.

 

 

إنها معالم نورانيه للسالكين، و براهين ربانيه لشحذ همم السائرين، ترشدهم الي الخلق الذي يستوعبون بة الناس؛ لينقلوهم من ضيق النفوس الي سعه القلوب و الصدور, و إن من احوج الناس لتلمس تلك الدلالات و المعانى الذين يتصدرون لدعوه الناس, فالذى يخالط الناس و يصبر علي اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس و لا يصبر علي اذاهم. و النبى -صلي الله علية و سلم- خالط الناس فدعوتة بالاحتساب و الصبر و الحلم و الأناه و لم يخالطهم بالفظاظة

 

والغلظه و القسوه و الغضب, و صدق الله: و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك (159) سوره ال عمران. و حياتة -صلي الله علية و سلم- و سيرتة العطره دليل الصدق علي سمو نفسة -علية الصلاه و السلام- فعن انس بن ما لك -رضى الله عنه- قال: “كنت امشى مع رسول الله -صلي الله عليه و سلم- و عليه برد نجراني غليظ الحاشية, فأدركه اعرابي, فجبذه بردائه جبذة شديدة حتي نظرت الي صفحة عاتق رسول الله -صلي الله عليه و سلم- ربما اثرت بها

 

حاشية البرد من شدة جبذته, بعدها قال: يا محمد, مر لى من مال الله الذي عندك, فالتفت اليه رسول الله -صلي الله عليه و سلم- بعدها ضحك, بعدها امر له بعطاء”7. انه موقف رهيب، و حلم عجيب، و بهاء و روعة، و سمو و تواضع, مصدرة ايمان و حلم يزين جبين الرحمه المهداه و المنه المسداه لهذة البشريه الحائره التي كانت قبل محمد -صلي الله علية و سلم- لا تعرف ما معني الرحمه و لا ما معني الخلق.

 

 

فبالله عليكم -أيها المسلمون- لو كانت هذة المعانى مستحضره فو اقعنا و واقع تعاملنا مع عباد الله -عز و جل- كيف سيصبح حال دعوتنا؟ كيف لو استحضر المعلم ذلك المعني مع طلابة و رواد درسه؟ و كيف لو استحضرت المعلمه هذا مع طالباتها؟ و كيف لو تأمل الداعيه و المربى و الشيخ و العالم ذلك الموقف من النبى -صلي الله علية و سلم- و تمثلة اصحاب الرسالات و الدعوات فحياتهم، كيف سيصبح حال الناس؟

 

 

إن الشعور النبوى الكريم و الشفقه علي الخلق ربما فاضت حتي انطبعت فقلوب اتباعة و أصحابة حبا و تضحيه يفوق و صف الواصفين، و قبولا ما له نظير، و كيف لا يصبح الأمر ايضا و هو الرحمه التي انقذ الله فيها البشريه من غول التية و الحيرة, فيا معشر الدعاة, يا معشر المربين, يا معشر العلماء و الفضلاء و النبلاء الحلم الحلم فإنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فلتسعوهم بأخلاقكم”8.

 

 

اللهم حبب الينا الإيمان و زينة فقلوبنا, و كرة الينا الكفر و الفسوق و العصيان, و اجعلنا من الراشدين, اللهم ارزقنا علما نافعا, و حلما و كظما للغيظ سرمدا دائما, و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا, انت مولانا, فانصرنا علي القوم الكافرين.

الخطبه الثانية:

 

الحمد للة الذي خلق السماوات و الأرض و جعل الظلمات و النور, و تبارك الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم ايكم اقوى عملا و هو العزيز الغفور, و الحمد للة الذي شرع لعبادة و يسر و دعاهم لما تزكو بة نفوسهم و تتطهر, و أشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له، له الملك و له الحمد و جميع شيء عندة بأجل مقدر, و أشهد ان محمدا عبدة و رسولة الذي بشر و أنذر, صلي الله علية و علي الة و أصحابة و من تبعهم بإحسان ما اشرق الضياء و أنور, و سلم تسليما, اما بعد9: عبدالله:

 

اعلم ان الحلم اروع من كظم الغيظ؛ لأن كظم الغيظ عباره عن التحلم اي تكلف الحلم، و لا يحتاج الي كظم الغيظ الا من هاج غيظة و يحتاج فية الي مجاهده شديدة، و لكن اذا تعود هذا لمدة صار هذا اعتيادا فلا يهيج الغيظ، و إن هاج فلا يصبح فكظمة تعب، و هو الحلم الطبيعي، و هو دلاله كمال العقل و استيلائة و انكسار قوه الغضب و خضوعها للعقل، و لكن ابتداؤة التحلم و كظم الغيظ تكلفا.

 

 

قال على -رضى الله عنه-: ليس الخير ان يكثر ما لك و ولدك، و لكن الخير ان يكثر علمك و يعظم حلمك”. و قال اكثم بن صيفي: دعامه العقل الحلم و جماع الأمر الصبر.

 

 

وقال انس بن ما لك –رضى الله عنه- فقولة تعالى: فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه و لي حميم (34) سوره فصلت ” الي قوله: عظيم “هو الرجل يشتمة اخوة فيقول: ان كنت كاذبا فغفر الله لك، و إن كنت صادقا فغفر الله لي”10. و يقول ابو سليمان الداراني: “جلساء الرحمن يوم القيامه من جعل فية خصالا: الكرم و السخاء و الحلم و الرأفة”11.

 

 

وقال معاويه لعرابه بن اوس: بم سدت قومك يا عرابة؟ قال: يا امير المؤمنين كنت احلم عن جاهلهم و أعطى سائلهم و أسعي فحوائجهم, فمن فعل فعلى فهو مثلي, و من جاوزنى فهو اروع مني, و من قصر عنى فأنا خير منه.

وقال محمود الوراق:

 

سألزم نفسى الصفح عن جميع مذنب و ما الناس الا و احـد مـن ثلاثـه فأما الذي فوقى فأعـرف قـدره

 

وإن كثرت منـة علـي الجرائم شريف و مشروف و مثلى مقـاوم و أتبع فيـة الحـق و الحـق لازم

 

قال عمر -رضى الله عنه-: “تعلموا العلم و تعلموا للعلم السكينه و الوقار و الحلم, و تواضعوا لمن تتعلمون منه, و ليتواضع لكم من يتعلم منكم, و لا تكونوا من جبابره العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم”. و يقال ما اتي الله عبدا علما الا اتاة معة حلما و تواضعا و حسن خلق و رفقا, فذلك هو العلم النافع.

 

 

قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم، قيل: فما بلغ من حلمه؟ قال: بينما هو جالس فدارة اذ اتتة خادمه له بسفود علية شواء فسقط السفود من يدها علي ابن فعقرة فمات، فدهشت الجارية، فقال: ليس يسكن روع هذة الجاريه الا العتق فقال لها: انت حره لا بأس عليك12.

 

 

وهكذا فالناس دائما فحاجه الي كنف رحيم, و إلي رعايه فائقه و إلي بشاشه سمحة, و إلي و د يسعهم و حلم لا يضيق بجهلهم و ضعفهم و نقصهم, انهم فحاجه الي قلب كبير يعطيهم و لا يحتاج منهم الي عطاء، و يحمل همومهم و لا يعنيهم بهمة و يجدون عندة دائما الاهتمام و الرعاية، و العطف و السماحه و الود و الرضا, و كذا كان قلب رسول الله -صلي الله علية و سلم- و هو القدوة، و كذا كانت حياتة مع الناس, ما غضب لنفسة قط و لا ضاق صدرة بضعفهم البشري, و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر (159) سوره ال عمران. اي: فاعف عنهم فيما يختص بك و استغفر لهم فيما للة تعالى.

 

 

فما احوج الدعاه الي الله الي ان يعوا مسؤوليتهم و يحملوا تبعتهم و أن يضيئوا طريقهم بهدية صلي الله علية و سلم13.

 

اللهم اعز الإسلام و المسلمين, و انصر الإسلام و المسلمين, اللهم عليك بأعداء الدين, اللهم شتت شملهم, و فرق جمعهم, و انصرنا عليهم يا رب العالمين, و صل اللهم و سلم علي عبدك و رسولك محمد, و علي الة و صحبة اجمعين, و الحمد للة رب العالمين.

معني الحلم و الاناة

 




معنى الحلم والاناة , من المعانى الروعه الجميله